سوف نتطرق الى التعريف بصفات هذا الامام من اهل البيت مما ذكر في القران كمعان لنلخص ولا نطيل لننتقل الى اخبار الاحداث والفتن القادمة كقطع الليل .
الامام المهدي كما اسلفنا في المقال السابق ان لهذه الشخصية اهمية عظيمة جدا لانها محور الحديث لدى كل الامم .فكل امة يحصل فيها الانحطاط والجور والظلم تنتظر الامام المخلص لها من كل ذالك الضيق والجور وهذا ما صار عليه كل امة.
ففي زمن انحطاط بني اسرائيل توجهوا الى احد انبيائهم ليدعوا لهم الله ليبعث لهم ملكا ليقاتلوا معه الشر والجور والظلم ويعود لهم العز بعد الذل والمهانة ان امم اخرى تستعبدهم .
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)
[سورة البقرة 246]
من هنا ظهر طلب المنقذ والمخلص ومن صفاته الملك او يكون ملكا عليهم وعلى اعدائهم ويحكم بالعدل .
فلما استجاب الله لهم وبشرهم ببعث المخلص ليقاتلوا معه استنكروا من اختاره الله ليكون له ملك ويخلصهم فانكروه وظهر المخلفون عن القتال والجهاد ويغيرون الكلم عن مواضعه لانهم كانوا ينتظرون ان يكون من اهلهم وملتهم وقوي وذا مال وجاه .
فبعث الله طالوت ملكا عليهم لا ينتمي لاي امه او مذهب وحباه الله بسطة في الجسم اي قوي في الباطن روحه قوية وله قدرات عظيمة .
والعلم في الظاهر لم يكن لاحد في زمانه .
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
[سورة البقرة 247]
وهكذا حصل مع كل امة في انحطاطها والانقسامات والاختلافات بينها تطلب وتنتظر المخلص والمهدي .مع كل رسول يحصل نفس الامر فياتي بعلم يخالف ما عند امته وينافيه وبسطة في الجسم وليس الجسد علم باطن وقوة الروح .كما حدث لسادت العرب حينما ظهر المخلص وهو الرسول سيدنا محمد ص انكروه وحاربوه وهو منهم .
(لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ)
[سورة المائدة 70]
انها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا .
(وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)
[سورة البقرة 89]
فطلب المستضعفين من الناس ظهور الامام المخلص امر فطري فكل امة او شعب يمر من ضيق واستعباد ينتظر الفرج والبطل المخلص لهم ويدعون بقوة وحرقة ويبحثون عنه وينقبون ويسالون علماؤهم والمستبصرون .يعطون له كل ما يملكوا وارواحهم لينقذهم من الاستعباد الى الحرية .
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[سورة اﻷعراف 157]
وهنا يظهر المدعون بين فترات من الزمن يسوقون لشخصهم لياخذوا اموال الناس وحبهم وتعظيمهم له ويجعل له اتباع وينتحل صفات الامام المنقذ من صفات منقذين من رسل قبلهم ويكون لهم علم وبحث وبصيرة يظنون ان لهم قدرات وصفات تجعلهم ياخذوا تلك المكانة اللتي تغري الكل لانه ملك في كل المقامات ظاهر وباطن .
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)
[سورة البقرة 79]
كمثال علي هذا السامري
ادعي من بعد غياب موسي انه امام لبني اسرائيل وهاديا مهديا لهم وكان في الحقيقة هو الدجال بعينة
(فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ)
[سورة طه 88]
وكان السامري كما كان قارون لهم علم خاص وكشوفات وفتح وعلوم بالغيب
فاخرج لهم السامري من علمة عجلا جسدا له خوار ليكون هذا العجل اية او دليل علي صدق ادعاؤءه انه امام لبني اسرائيل
وكذلك قارون كان لديه سر من اسرار نماء الماء والذهب ويحول بهذا العلم والنور التراب الي ذهب سر الاكسير الاحمر. نتيجه سرقه انوار وعلوم الرسل.
(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ)
[سورة القصص 78]
وتختم الايه ولايسال عن ذنوبهم المجرمو‘ن اي ان قارون كان من المجرمين المعتدين علي انوار الرسل والانبياء في عصرة وفي كل العصور هناك مدعين وهناك صادقين وكلا من الخيط الابيض والاسود يلتقيان
حتى ملوك في ازمنة طمعت في ذالك الدور المنقذ ومنهم من اخذوا ملكا وصاروا ملوك بهذه الدعوة (قارون وقرناء كثيرة من الفراعنه ومن حكام في عصور من قبلنا ومن حكام في زماننا هذا)) .وعاد الانحطاط بمجرد موتهم.
اذن هناك مهديون وارثون وهم الرسل من اولي العزم وهناك نوابهم وهم الانبياء والرسل والاولياء .وهناك المدعون بين هذا وذالك في كل عصر وعهد واوان.
فما قصة المنقذ المنتظر في اخر الزمان هل تقتصر صفاته على بسطة في الجسم والعلم ام هناك صفات اكبر واعظم .؟؟؟!!!
تابعوا معنا
امين الحافظي.