من انباء الغيب كما لم يحكى من قبل نوحيها اليك
بلقيس وسليمان روحا من ارواح الله اجتمع الخلود ….في قصتهما والجمال بأسم الله البديع يتراقصان على انغام الطيور والاصبهان وشلالات الماء تنجني بأنسجام فى ليلةإ مقمرة زرقاء قصة عشق ذابت وفاحت بين المجرات بحب قوى وعشق لا يعرف الخذلان غيرا به ملامح باقي الاكوان معجزة حب صنعت وفجرت ينابيع الخيرات عن سليمان بعرشه يدبر ملكه ويتدبر وفى قصره مستشار امين عنده علم سري موهوب اسمه امجد نظر اليه وقال يا سيدي احببت جميع خلقك وجندك وانا هنا مستشارك واحبك واحب ان تتزوج بفتاة حكيمه و شقيه ومحبه فابتسم وقال لم اخلق لهذا الشأن فأنى هنا احكم واقسط بالعدل وعلمنى ربي واتانى من كل شئ فلا ينقصنى شئ ….وبينما يتمتم سليمان بهذه الكلمات الحسان لاح على مر بصر امين المستشار بلقيس وعرش عظيم باحدى المجرات والشمس من فوقها وهي في مقدمتهم ساجدين فقال في نفسه ان لهذا شأن عظيم وظهرت الاشارات بأنة سيكون زواج مبارك بالحب والخير والسعادة وجند المستشار جندي من الاملايكة المسومين وهو الهدهد المستطلع المسكين وناداه من بعيد عندي لك مهمة وهي لخدمة الرب العظيم فقال سلاما سلاما سلاما لاهل الارض من السماء سلاما على سليمان ومستشاره الامين …قال ابحث عن ملكة تدعي بلقيس ولتكون آيه وحجة عند النبي العظيم قال ولتأخذ اجازة من عملك غدا سرا ولا تخف فأنك برهان وحجه لاسم الله البديع والسلام وانك من اﻵمنين …
فذهب يجوب الارض يسأل ويتبع خطوات ودلائل على ابواب السماء والمجرات والكواكب الى ان هبط فى اقصي الارض بالبعد الثالث وكانت هناك تسكن بلقيس ولها حكمة وفى قلبها خير ومحبة وعدل عظيم من قسمات وجهها يشع نورا خفي جميل …فوقف بعيدا ينتظر ويراقب بشغف لمهمته وهو امين …رأى حصون وقلاع وعرش عظيم وجوارى يافعات وبساتين وبلقيس ملكة وعرشها يتوسط الارض ومن بين الجواري بقلب الزهرة بزيها البنفسجى يفوح عطره عبر الاثير ومن حسنها فهى ملاك جميل …
وقصرها دائرى وجنودها على اطراف حصنها موزعين وما بينهما بساتين من اشجار النخيل على الاطراف والفاكهة ثم الزهور متناغمة كأطواق من الالوان من بنفسج الى فل وياسيمين دواتا الزهور ليس لها مثيل فهى ايه من الهندسة بأسم الله البديع الى وقت الشفق في غروب الشمس اراقب حتى وجدتهم يسجدون فقلت ماذا تفعلون قالوا انها الهنا ومعطينا ونسجد لها شاكرين للشمس فى كل شروق وغروب جزاءا لها على النعم والخير الكثير فذهبت كما جئت خافيا متخفيا الى المستشار الامين وحكيت له ما رايت وقال ابشر هناك خير عظيم اذهب الى سليمان واخبره بالنبأ العظيم …
فأنى ارى عروسة بفستان ابيض بهيج وبعيون تتلهف شوقا بعطور الحب تتغنى وتكتب لها الاساطير
فقال سليمان اين كنت وتركت عملك دون اذن او خبر يقين قال احطت بما لم تحط به علما وجئتك من سبأ بنأ يقين …انى وجدت امرأه تملكهم واوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم ….عرشها قلبها يحوى الخير والحكمة والعدل المبين وفى وجهها نورا كالملاك الجميل ولكنها مريضة بمرض ليس له مثيل انها تعبد الشمس وقومها غروبا وفي الشروق كل يوم لها شاكرين وحرفت لديهم الايات بسحر عظيم ولا تعلم من خلقها ودب فيها الروح وانه الواحد الاحد ذو العرش المكين …قال سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين
فخذ كتابي هذا والقيه اليها على عرشها وانه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلو على واتونى مسلمين ….فنظرت اليه وقالت ما سمعت بهذه الكلمات من قبل بسم الله الرحمن الرحيم فيهما شئ ما كاللحن او كتذكار قديم حرك قلبي له وما ادرى اهذا سحر ام خير كببر ….
وكنت هناك اراقب كلماتها تخرج منها حكمه عظيمه لذاك هى ملكه كريمه فقالت سنرى كيف يكون الحال بالود والهدايا فان الملوك يحبون الكثره وتغريهم الاطماع ونشترى ونكسب ودهم قالت انى مرسله لهم بهدية من اجود انواع الاحجار والالماس والدهب واللؤلؤ من المملكه سبأ العظميه وانى عليها ملكه كريمه …فطرت اطوى الزمان والمكان عند سليمان فأخبرته بما سمعت ورايت وبما قد كان فغضب وقال اتمدوننى بمال فما اتانى الله خير مما اتاكم بل انتم بهديتكم تفرحون ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود من نور ع مد الابصار والسنين ولنخرج منهم الشياطين الكفار والظلام المستكين وانجعلهم اذله بعد ان كانوا ملوكا مستقرين ….قال يا ايها الملا ايكم يأتينى بعرشها قبل ان يأنونى مسلمين …لتكون لهم ايه من اياتى وبرهان مبين …قال عفريت من الجن العلوي انا اتيك قبل ان تقوم من مقامك وانى عليه لقوي امين وقال الذى عنده علم من الكتاب انا اتيك قبل ان يرتد طرفك وهذا مما علمنى ربى من علم لدنى حكيم
وجاء بة المستشار الامين ولما راءه عنده قال هذا من فضل رب ليبلونى ءاشكر ام اكفر فقد اوتيت من كل شئ وكان فضل الله علي عظيم
قال نكروا لها عرش قلبها ومملكتها لننظر اتهتدى بالنور وقلبها سليم ام تكن من الذين لا يهتدون فلما جاءت قال اهكذا عرشك قالت كأنه هو …ذهلت وصدمت كيف لشئ تركته في مملكتها تجده هنا وظنت انه سحر عظيم ترددت وقالت كأنه هو ولم تهدى ففطرتها كانت عليها تراب وغفلة بما كانت تعبد من دون الله شركا وجهلا
قيل لها ادخلى الصرح مثلما في قصرها من هندسه وجمال وزخارف فلما راته حسبته يتحرك كاللج والماء فكشفت عن ساقيها عن معرفتها بطبيعة الاشياء والماء والبحار والطبيعة وقد اوتينا العلم من قبلها …فقال انه صرح ممرد من قوارير …ثابت وراسخ كى تسيرى عليه وهذا من علم الاولين لم تشهده العيان في الدنيا من قبل وكان هندسة وعلم وايه ومعجزه …فقالت رب انى ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان رب العالمين …ووجد فيها صدق القلب والسريره وحكمة عظيمة واتحدا المملكتتين بمملكة كبيره عظيمة يذكر فيها اسم الله ويسبح بكره واصيلا ان هو الا اله واحد رب السموات والارض لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وكبره تكبيرا
أمين الحافيظي